|

"لا أحتاج إلى جهد كبير لفهم التعاطي المخزي مع ذكرى استقلال تونس. في سدّة الحكم اليوم حركة مسكونة بعقدة الاضطهاد محمّلة بشحنات من الحقد على التاريخ والشعور بالذنب من موضع تونس على الخارطة. ولأنّ وجود هذه الحركة وتطوّرها المرتهن بالغفلة والخدعة محتاجٌ إلى إتقان دور الضحيّة والنفخ في رماد المحرقة وإثارة أشجان الدياسبورا، فهي تراهن على طمس التاريخ الآخر باعتبار أنّ تاريخها هي يجبّ ما قبله وما سواه.. في غمرة التورّم ومعاناة محنة النسيان، تمرّ أيّام التونسيّين أمام أنظار حكومة النهضة ثقيلة عاتية، فتجاهد لكيْ لا تراها ولو اقتضى الأمر تمثيل دور النعامة: عيد الاستقلال، عيد الشهداء، عيد الجمهوريّة، وغيرها من التواريخ. أمّا التونسيّون فيتلفّتون إلى أسلافهم، وتشرئبّ أعناقهم إلى مستقبل أحفادهم. هم الذين وُجِدوا من قِدَم، وسيوجدون بعد زوال كلّ من يحكمهم "..
اقرأ أيضا:
<<القنوات التلفزية الاخبارية>>

Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire