|
ميناء رادس صار يمثل كابوسا حقيقيا لكل العائدين لارض الوطن حيث يتعرضون لمختلف انواع المساومة و الابتزاز.
كل الاعوان هناك ينصبون الف فخ لكل من يحمل سيارة او امتعة الذين ينبغي عليهم ان يمروا عبر الف مكنب و كل يتفنن في وضع العراقيل امامهم من اجل ابتزاز اموالهم باية طريقة.
لا يمكنك المرور من هناك الا بعد ان "تفرح" بالعاملين هناك سواءا كانوا اعوان ديوانة او شرطة او ترصيف او شحن و الا فلن يسمحوا لك باخرج بضائعك حتى و لو توفرت فيها كل الشروط القانونية.
المواطن المسكين مخير بين دفع رشوة لانقاذ امتعته او الحج الى الميناء الف مرة ليجد الف مطب جديد.
شخصيا تعرضت لابتزاز من ارخص ما يكون في هذا المكان في صيف 2009 و عانيت الامرين لانقاذ سيارة افنيت عليها سنوات من عمري في احدى الدول الخليجية. فامام اصراري على عدم دفع رشوة لمدة ثلاثة ايام متتالية و اما ياس الاعوان هناك من التلذذ باموالي تعمد احد الاعوان تسجيل رقم السيارة بشكل خاطئ في جواز سفري و لما طالبته باصلاح الخطأ رفض و قال ان ذلك يتطلب مراسلة الادراة العامة و ان الوقت قد يمتد الى شهر او اكثر. قضيت ثلالثة اشهر على هذا الحال جيئة و ذهابا بين الجنوب حيث اقطن و العاصمة و في كل مرة لا اعثر على جواب مقنع فالسيارة محجوزة و الخطا لم يتم اصلاحة و دائما اجابه بنفس الجواب "زيد استنى".
كنت اعرف جيدا ان العملية انتقامية بالاساس و قدا ضاع وقتي ومالي بين الادارات لتصل الامور اخيرا الى اروقة المحاكم ليتم فضها في الاخير بعد جهد جهيد رغم انني لم اقترف ذنبا يذكر سوى رفض رشوة اولئك الاعوان المائعين.
المشكلة ان الامور تواصلت حتى بعد الثورة فالعقلية لم تتغير اصلا. و قد اخبرني بعض اصدقائي العائدين الى ارض الوطن مؤخرا ان العقلية هي ذاتها ذاتها و ان الممارسات هي عينها و ان الابتزاز و المساومة هي نفسها و ان دار لقمان لم تتغير و حتى لقمان ذاته مازال على حاله كما عهدناه و قد روى لي بعض الاصدقاء قصصا اخرى من المساومة و الابتزاز الرخيص التي تتطلب بحد ذاتها صفحة كاملة لعرضها كلها.
حملة تنظيف لهذا المكان العفن الذي تفوح منه روائح الفساد صار امرا اكثر من اكيد قبل ان يظطر المواطنون لتنظيف ذلك المكان بايديهم لان الامر صار امر من ان يحتمل.
اقرأ أيضا:
<<القنوات التلفزية الاخبارية>>

Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire