|
تكثفت في المدة الاخيرة مظاهر الارتداد والالتفاف التي تنظمها وتشرف عليها حكومة الالتفاف حزب حركة النهضة في تعارض مع تطلعات الشعب الثائر من أجل الكرامة والحرية والعدالة الإجتماعية . و من آخرهذه المظاهر الاجراء الاستفزازي الذي اتخذه القضاء التابع بإصداربطاقتي سراح في إثنين من أهم وزراء الديكتاتور المخلوع بن علي وهما عبد الرحيم الزواري والبشير التكاري الذين عرفا بكونهما من عتاة الديكتاتورية ومن أشهروجوه الفساد .
يحدث ذلك في الوقت الذي ينتظر فيه شعبنا محاكمة جدية لهؤلاء ولغيرهم ممن اضطهدوه وعذبوه وقتلوه واعتدوا على كرامته في تحد صارخ لمبادئ ثورة شعبنا واعتداء على شهداءها البررة ، بل الأدهى والأمر أن حكومة الثورة المضادة تسارع
بتنظيم المحاكمات الصورية للمناضلين في نابل وتلعب من جديد ورقة العروشية والجهوية في جبنيانة تماما مثلما فعلت في المتلوي وسبيطلة وقفصة أو ورقة البورقيبية في سوسة بمحاولة إعادة نصب تذكاره وسط المدينة وبنفس الاساليب ولنفس الاهداف ، وهي لا تزال مستمرة في ترهيب الشعب الثائر ومعاقبته على ما قام به من ثورة ضد نظامها العميل الفاسد و التابع واللاديمقراطي من خلال الطرد وغلق المؤسسات وإدارة الظهر للمطالب المشروعة لأهالي السويح وسيدي بوعلي وعمال السياحة والمغازة العامة بسوسة ومعمل الإسمنت بالنفيضة .
ومن جهة أخرى تطلق حكومة الإلتفاف عنان التهاب الأسعار الذي طال أغلب المواد الإستهلاكية كالزيت والسكر والماء المعدني والبيض والصابون والمشروبات والخضر والغلال والكهرباء والإسمنت ...الخ، كما ترعى المافيا الإقتصادية التي تنهش الشعب وتفرض عليه سياسة الجوع والخضوع التي ثار ضدها وقدم عشرات الشهداء من أجل التخلص منها .
يحدث هذا في ظل غياب مشبوه للهياكل الرقابية للدولة التي لم يعد لها من دور سوى الكذب على الشعب في وسائل الاعلام
بنفس الطرق والأساليب في عهد الديكتاتور المخلوع بن علي وهو دليل اخر على ان أسلوب الإلتفاف بات السياسة المنهجية
المتبعة من أجل إعادة ترميم النظام المتداعي .
ان الاعتداء على الشعب سواء بقمع التحركات والإعتصامات وعودة المحاكمات والتعذيب ، أو بانتهاج سياسة التجويع والتفقير وإشعال نار الأسعار أو بتعويم الساحة السياسية بأحزاب التجمع سابقا ، لايمكن فهمه بالمرة إلا ضمن رغبة حكومة الإلتفاف في إغراق البلاد في الفوضى الأمنية والسياسية والإقتصادية حتى تجرالشعب إلى الملل والكلل وكره ثورته فتشرع عندئذ العودة للإستبداد من جديد .
وأمام هذاالإنفلات العام والإلتفاف على الثورة لم يبق للشعب التونسي وقواه الثورية سوى تنظيم معركة الدفاع عن الثورة التي
لن تكون الا باستكمال اهدافها المتمثلة في تصفية كل رموزالنظام ومحاكمتهم عبرقضاء مستقل بالفعل وإعلام حر ، نزيه غير منحاز وإدارة ديمقراطية ومحايدة ، وحل فعلي للبوليس السياسي ووضع حد للمافيا الإقتصادية والقطع مع تدمير الطاقة الشرائية للمواطنين والإعتداء على كرامتهم
اقرأ أيضا: