|
حزب النهضة و توابعه و ما تبقى من انتهازيي حزبي التكتل و المؤتمر و المؤلفة قلوبهم من جماعة الجمهوري و الأمان و جماعة مرجان و الاتحاد الديمقراطي... تحاوروا و تشاوروا باسمنا كلنا و عدّلوا مشروع دستورهم و قالوا انهّ الآن في أحسن صورة . و دون عناء كبير من يقرأ النسخة الجديدة مع تعديلاتها" الثورية" سوف يقتنع ان النهضة مصرّة على ارساء دولة دينيّة استبداديّة على نقيض كل الانظمة الديمقراطية و في خيانة لمنطق الثورة التي أتت بها للسلطة. كيف ذلك ؟
- صحيح انهم حذفوا من التوطئة عبارة " تأسيسا على ثوابت الاسلام" لكن عوضوها بما هو أفدح و ما هو قابل للتأويل غير المحدود أي بعبارة " تعاليم الاسلام ". ما هي تعاليم الاسلام ؟ سوف يؤولونها كما شاؤوا ، كما قال الغنوشي ، المهم ليس النص بل الرجال الذين سيطبقونه .
- في الفصل 136 و في مادة ما لا يمكن أن يعُدّل أبقوا على "الاسلام باعتباره دين الولة " و هذا تأويل خبيث للفصل الأول من المشروع و ارادة جليّة لفرض بناء دولة دينيّة ، تراجع النصوص القائمة و تغلق منافذ الحرية.
- المشروع أبقى دائما على علوية الدستور على الاتفاقيات الدولية و الغاية جليّة في التراجع عن الاتفاقيات التي أُمضيت سابقا المتعلقة مثلا بالحريات و الحقوق .
ملخص الأمر :هذا المشروع لو مرّ سوف نحكم ب "ولاية الفقيه" و سنُحكم باسم الشريعة و باسم الاسلام كما يفهمه الاخوان المسلمون عامة و تضرب الحريات و الحقوق من ذلك انهم سوف يمنعون الأحزاب التي يعتبرونها ضد الدين او علمانيّة و يفرضون تطبيق الحدود( قطع الأيدي ،رجم الزناة ،جلد السكارى ،قطع رؤوس المرتدين ،فرض الجزية على غير المسلمين ،...) و يشرّعون من جديد تعدّد الزوجات و ينزعون حق طلب الطلاق من الزوجة و سوف يمنعون التبني و سوف يعدمون من يتخلى عن الاسلام و يتبنى المسيحية مثلا او من يعلن الحاده ...اضافة الى ما سيحدثون من تغييرات جوهرية على نظام المجتمع و ثقافته كمنع الاختلاط في المدارس و الفضاءات العامة و في الادارات و اقحام برامج تعليمية جديدة من عصور أخرى كما يفعلون في مدارسهم القرآنية الآن و سوف يمنعون عن النساء حقهنّ في الشغل باسم تعاليم الاسلام...نحن امام خطر حقيقي لو مرّروا دستورهم هذا و سوف يرسون دكتاتورية الجهل و الفقر و العقد...و لكلّ شعب ما يستحق.
عميره عليّه الصغيّر
اقرأ أيضا:
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire